آثار فرعونية بـ«لوفر أبوظبي».. وبلاغ يطالب باستردادها

الأحد 17 سبتمبر 2017 06:09 ص

شن صحفي مصري بارز هجوما حادا على دولة الإمارات، بعد الكشف عن عرضها مقتنيات تاريخية تعود إلى عصر الفراعنة، في «متحف اللوفر بأبوظبي»، المقرر تدشينه في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفي مقال له، هاجم «عبدالناصر سلامة» رئيس التحرير الأسبق لصحيفة «الأهرام» (حكومية)، دولة الإمارات، موجها بلاغا للنائب العام المصري، قال فيه إن «المتحف يضم العديد من الآثار الفرعونية المصرية، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات على قدر كبير من الأهمية: متى خرجت هذه القطع الأثرية من مصر؟ ومن بينها توابيت كاملة كبيرة الحجم، ومن هو صاحب القرار في هذا الشأن؟ وإذا كان مصدرها ليس مصر مباشرةً، بمعنى أنها جاءت من لوفر باريس، فهل وافق الجانب المصري على ذلك؟».

وأشار «سلامة» في مقاله الذي رفضت صحيفة «المصري اليوم» (خاصة) نشره، إلى حملة قادها وزير الآثار المصري الأسبق في 2008، استهدفت وقف مشروع «متحف أبوظبي»، بعد ورود معلومات أنه سوف يعرض آثاراً مصرية.

وحينها قال «زاهي حواس» الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار المصرية: إن «المصالح مع بلدان العالم المختلفة، لا تبرر نهب الآثار المصرية، وتحويلها إلى بضاعة تباع وتشترى في مشروعات متحفية تقام في دول أخرى، مثلما يحدث الآن بين باريس وأبوظبي».

ولفت «حواس» إلى أن «المجلس لن يتعامل مع الإمارات في هذا الصدد إلا في حدود ضيقة، لأن الكُرة في الملعب الفرنسي، وأنه سوف يرسل خطابا إلى الحكومة الفرنسية، لمنع سفر آثارنا المصرية الموجودة بملكية متحف اللوفر إلى الإمارات، خوفاً عليها من التعرض للتلف وأضرار النقل».

يشار إلى أن متحف «اللوفر» في العاصمة الفرنسية باريس، يضم خمسة آلاف قطعة أثرية مصرية، بخلاف مئة ألف قطعة أخرى بالمخازن، سُرقت جميعها أثناء الحملات الصليبية على مصر.

وتعجب «سلامة» في مقاله، من النفي الإماراتي حينها، والذي صدر عن «زكي نسيبة» نائب رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، حين قال: «ليس هناك بالمتحف قسم خاص بالآثار الفرعونية في الوقت الحالي».

وبحسب الصحفي المصري، فإن المعرض يضم جنائزية للملكة «دوات حتحور حنوت تاوي»، وأحد التماثيل القديمة لـ«أبوالهول» الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد، وغيرها من التماثيل والأعمال الفنية.

وناشد «سلامة» وزارة الآثار، بتبني هذه القضية، مطالبا الرئيس «عبدالفتاح السيسي» الذي يشغل منصب رئيس مجلس أمناء المتحف المصري الكبير، بالتدخل.

كما طالب النائب العام المصري المستشار «نبيل صادق»، في إطلاع الرأي العام على تفاصيل القضية، واتخاذ ما يلزم من إجراءات نحو الجهة التي قامت بالتصرف، سواء كانت مصرية أو فرنسية، أو هما معًا.

حق مصري

بينما نقلت صحيفة «المصريون»، عن الدكتور «عماد محمود إدريس» المدرس بقسم الآثار المصرية بجامعة أسيوط، قوله إنه «طالما هناك إمكانية لنقل تلك الآثار من دولة لأخرى، فمن باب أولى نقلها إلى موطنها الأصلي مصر».

وأشار إلى أن «هذا الأمر فرصة سانحة أمام مصر لاسترداد آثارها، وعلى وزير الآثار والجهات المختصة اتخاذ خطوات جادة وسريعة في هذا الشأن».

ولفت إلى أن «هناك معاهدات دولية تبرمها اليونسكو بين الدول في هذا الإطار، ويمكن لمصر الاستناد إليها في المطالبة باسترداد آثارها».

واتفق معه الدكتور «عزت قادوس» أستاذ الآثار الرومانية والفرعونية بجامعة الإسكندرية، حين قال إن «عملية إعارة التماثيل والآثار من هيئة علمية إلى هيئة علمية أخرى، أو من متحف إلى متحف، فكرة معمول به في جميع دول العالم وتسير وفقًا قواعد وقوانين دولية».

معرض عالمي

ومن المقرر أن تشهد العاصمة الإماراتية افتتاح متحف «لوفر أبوظبي» اعتباراً من 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو أول متحف من نوعه في العالم العربي برؤية عالمية، يسلّط الضوء على أوجه التشابه والقواسم المشتركة للتجربة الإنسانية عبر مختلف الحضارات والثقافات.

وسيعرض «لوفر أبوظبي» مجموعة مقتنيات وأعمالٍ معارة من أعرق المتاحف في فرنسا تستمد أهميتها من بعدها التاريخي والثقافي والاجتماعي، وتروي قصصاً من مختلف الحقب التاريخية التي مرّت بها البشرية، بحسب «وام».

وسيعرض «لوفر أبوظبي» أعمالا فنية مهمة مُعارة من 13 مؤسسة ثقافية فرنسية، كما سيحتوي المعرض على نحو 145 من اللوحات والمنحوتات والأعمال الفنية الزخرفية وغيرها من القطع المهمة من مقتنيات متحف اللوفر وقصر فرساي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

آثار مصرية الإمارات اللوفر أبوظبي زاهي حواس عبدالناصر سلامة