«أردوغان» يبدأ زيارة خليجية لرأب صدع الأزمة

السبت 22 يوليو 2017 09:07 ص

يبدأ الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، الأحد، جولة بدول الخليج، في محاولة لرأب صدع الأزمة الخليجية.

وكانت الرئاسة التركية، أعلنت الثلاثاء الماضي، أن «أردوغان» سيزور السعودية والكويت وقطر في 23 و24 من يوليو/تموز الجاري، وذلك في مسعى لحل الأزمة الخليجية.

وسيلتقي في مدينة جدة السعودية الملك «سلمان بن عبد العزيز آل سعود»، وولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود».

وفي العاصمة الكويتية سيلتقي «أردوغان» أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»، ليتوجه بعدها إلى قطر للقاء أميرها الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني».

وقال «أردوغان» أمس، عقب صلاة الجمعة: «سنعمل حتى النهاية لإيجاد حل للنزاع بين الدول الشقيقة في المنطقة.. المشكلات السياسية مؤقتة، فيما الصلات الاقتصادية دائمة، وأتوقع أن يختار المستثمرون من دول الخليج الصلات طويلة الأمد».

وسبق أن أعلن «أردوغان» دعمه لقطر في مواجهة الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ 5 من يونيو/حزيران الماضي، واصفا ذلك بأنه «غير إنساني وبالتأكيد غير إسلامي»، وأن «العقوبات على الدوحة مذكرة إعدام».

وكان البرلمان التركي أقر يوم 8 يونيو/حزيران الماضي، بالأغلبية الاتفاقيات المتعلقة بتعزيز التعاون العسكري بين تركيا وقطر، التي أبرمت أواخر عام 2015 وعدلت في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وتمنح تركيا حق إقامة قواعد عسكرية في قطر ونشر قوات عسكرية يتم تحديد حجمها بتوافق البلدين.

وقبل أسبوع وصلت الدفعة الخامسة من القوات المسلحة التركية إلى دولة قطر، وذلك في 12 يوليو/تموز الجاري.

ونقلت «رويترز»، عن «سنان أولجن» الدبلوماسي التركي السابق والمحلل في معهد «كارنيجي أوروبا»، قوله إن «تلك الزيارة بطريقة ما ستساعد على توضيح أن تركيا لا تزال لديها القدرة على الحوار مع دول أخرى على أعلى مستوى، وبالأساس السعودية على الرغم من موقفها كحليف مقرب للدوحة».

لكنه أضاف أن أنقرة تتفاوض من «موقف عجز بسبب تأييدها الصريح علنا لقطر».

وتابع قائلا: «فيما يخص مقدار ما يمكن لأنقرة أن تحققه ومدى فاعلية دور الوساطة المحتمل الذي قد تقوم به تركيا فالتوقعات محدودة للغاية في هذا الشأن».

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في 5 من يونيو/حزيران الماضي، وأغلقت منافذها الجوية والبحرية والبرية معها، متهمة الدوحة بدعم التطرف والإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، وهو ما نفته قطر بشدة.

وقدمت الدول المحاصرة للدوحة، عبر الوسيط الكويتي، قائمة مطالب وشروط من 13 بندا، لتنفيذها مقابل عودة العلاقات إلى طبيعتها، تضمنت تخفيض العلاقة مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية وقناة «الجزيرة»، إلا أن الدوحة رفضت تلك المطالب واعتبرتها غير قانونية وتستهدف فرض الوصاية على قرارها الوطني.

وأثبت الخلاف حتى الآن، أنه عصي على الحل، وقال «أردوغان» من قبل إنه «على السعودية حل الأزمة».

وقام وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» بزيارات مكوكية بين دول خليجية الأسبوع الماضي لكنه غادر دون أي إشارة واضحة على قرب حل الأزمة.

وقال أمس، إن الولايات المتحدة راضية عن جهود قطر لتنفيذ اتفاق يهدف إلى مكافحة تمويل الإرهاب، وحث الدول الأربع على رفع «الحصار البري المفروض على الدوحة».

وعلى الرغم من أن قطر ليست شريكا تجاريا كبيرا لتركيا، إلا أن لها أهمية استراتيجية لعدة أسباب منها تأسيس أنقرة قاعدة عسكرية هناك بعد اتفاق وقع في 2014.

وتقول تركيا إن ما يصل إلى ألف جندي قد يتمركزون هناك.

كما تربط الدولتين صلات أيديولوجية.

فيمت ارتفعت الصادرات التركية إلى قطر عقب الحصار المفروض عليها، بنسبة 51.5٪ خلال يونيو/حزيران الماضي مقارنة مع مايو/أيار الماضي.

وفي 12 يوليو/تموز الجاري، أعلن وزير الاقتصاد التركي، «نهاد زيبكجي»، أن بلاده أرسلت 197طائرة شحن و16 شاحنة وسفينة واحدة إلى قطر، لتلبية احتياجاتها اليومية، منذ 5 يونيو/ حزيران الماضي.

ومنذ اندلاع الأزمة بين بعض دول الخليج العربي التي تبعتها مقاطعة اقتصادية وحصار على دولة قطر كان يهدد بنشوء أزمة تموينية في البلد، وقفت تركيا ومعها الكويت والمملكة المغربية موقف توازن وتحكيم بين الإخوة المتخاصمين. وفي سعي لتخفيف نتائج الحصار ازدادت حركة التجارة والتبادل بين البلدين.

  كلمات مفتاحية

أردوغان دعم قطر الأزمة الخليجية السعودية تركيا دول الحصار

«أردوغان» يبحث مع أمير قطر إرسال قوات إضافية