دراسة حديثة: الأبقار يمكنها محاربة «الإيدز»

السبت 22 يوليو 2017 08:07 ص

كشفت دراسة حديثة أن الأبقار لديها قدرة ملحوظة على محاربة فيروس نقص المناعة البشرية ويمكن، حسب قول الباحثين، أن يساعد هذا الاكتشاف في تطوير عقار لعلاج البشر.

ووفق تقرير لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، وجد العلماء أن الجهاز المناعي الذي يتسم بالقوة عند الأبقار ينتج سريعا أجساما مضادة لها خصوصية تبطل مفعول الفيروس.

لكن الباحثين اكتشفوا أن حقن الماشية بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) أدى إلى استجابة جهازها المناعي خلال أسابيع، إذ إن العجول الأربعة التي خضعت للاختبار أنتجت الأجسام المضادة بسرعة تراوحت بين 35 و50 يوما.

وتعد هذه أول مرة ينتج فيها الجهاز المناعي بشكل موثوق أجساما مضادة لمحاربة فيروس نقص المناعة البشرية في الإنسان والحيوانات.

وقال «دينيس بيرتون»، من معهد «سكريبس» للأبحاث في لاجولا بالولايات المتحدة: «على عكس نظائرها البشرية فإن الأجسام المضادة عند الأبقار غالبا ما تكون مهيكلة بشكل فريد، وتتفاعل بشكل أفضل بكثير مع أكثر الفيروسات تعقيدا».

وتمكنت مجموعة الأجسام المضادة، التي تم زرعها في جسم الأبقار لمدة عام من تحييد حوالي 96% من سلالات فيروس نقص المناعة البشرية، وهي خطوة كبيرة نحو تطوير لقاح ضد المرض الرئيسي للقرنين العشرين والحادي والعشرين.

وعن سر قدرة الجهاز المناعي للعجول على الدفاع عن نفسه أفضل من جهاز الإنسان والفئران والقرود، يقول الخبراء إن السر يعود لعاملين اثنين: تشابهه المحدود بمنظومتنا الإنسانية، وكون أن الأبقار تكافح باستمرار العدوى أثناء هضم الطعام وحماية الأمعاء ضد تغلغل الجراثيم في أنسجة الجسم.

ويرى الخبراء أن هذه الاختلافات يمكن أن تفسر، على سبيل المثال، لماذا بعض سلاسل الأحماض الأمينية الهامة في تحييد فيروس نقص المناعة البشرية، هي أطول بكثير في الأجسام المضادة عند الأبقار مقارنة بالإنسان.

ويأمل العلماء في أن تتيح التجارب  بالمستقبل فهم كيفية عمل قوة المناعة البشرية بالطريقة نفسها، وكيف يمكن إنشاء أجسام مضادة من البقر آمنة لاستخدامها للأغراض الطبية.

يشار إلى أن هناك نسبة تتراوح بين 10% و20% من المصابين بمرض نقص المناعة البشرية يطورون أجساما مضادة تبطل مفعول الفيروس بشكل كبير والمعروفة باسم (bNAbs) لكن ما تفعله أجسام هؤلاء البشر يحدث بعد مرور عامين من العدوى وعندئذ يكون الفيروس قد تحور.

ومن الجدير بالذكر أن الأبقار لا يصيبها فيروس نقص المناعة البشرية، والأجسام المضادة التي تنتجها غير مناسبة لعلاج البشر سريريا بشكلها الحالي، لكن العلماء قالوا إن الدراسة قد تساعد في توجيه تطورات العلاج.

وحتى الآن لا يوجد علاجات نهائية أو لقاحات لمرض الإيدز، والمتوفر هو العلاجات مكلفة وتسبب آثارا جانبية، لكنها أثبتت فاعلية في إطالة عمر المرضى بالإيدز.

  كلمات مفتاحية

الأبقار الإيدز نفص المناعة الأجسام المضادة