بابا الفاتيكان يصل إلى القاهرة للمرة الأولى

الجمعة 28 أبريل 2017 11:04 ص

وصل بابا الفاتيكان «فرنسيس» إلى القاهرة، اليوم الجمعة، في زيارة رسمية تستغرق يومين هي الأولى له إلى مصر.

وكان رئيس الوزراء المصري «شريف إسماعيل» في مقدمة مستقبلي بابا الفاتيكان بالإضافة إلى وفد يمثل الكنائس المصرية الرئيسية الثلاثة (الأرثوذكسية، والكاثوليكية، والإنجيلية).

وتأتي الزيارة بالتزامن مع ذكرى مرور 70 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان، واستجابة لدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي» حين لقائهما بالفاتيكان في نوفمبر/ تشرين ثان 2014، وتلتها بعام زيارة أخرى من شيخ الأزهر، «أحمد الطيب في مايو/أيار 2016.

وتعد زيارة «فرنسيس» هي الأولى له إلى مصر منذ ترؤسه الكنيسة الكاثوليكية في مارس/آذار 2013، والثانية في الشرق الأوسط بعد جولة في الأردن وفلسطين عام 2014.

وكانت آخر زيارة لبابا للفاتيكان إلى مصر قام بها البابا يوحنا بولس الثاني في عام 2000.

وزينت السلطات المصرية الطرق المؤدية إلى المطار والجسور والميادين الرئيسية في القاهرة بأعلام مصر والفاتيكان والصورة التي تحمل شعار الزيارة (بابا السلام في مصر السلام).

وتستمر زيارة البابا التي تبدأ اليوم حتى السبت، لمدة 27 ساعة، تحت حراسة مشددة وإجراءات أمنية غير مسبوقة بمشاركة 35 ألف عنصر أمن.

وأصر «فرنسيس»، على زيارة مصر رغم تفجيرين ضربا قبل نحو 20 يوما كنيستين شمالي مصر، في 9 أبريل/ نيسان الجاري، وأسفرا عن مقتل 46 شخصاً وإصابة العشرات، فيما نجا بابا أقباط مصر، تواضروس الثاني، من أحد هذين التفجيرين.

زيارة البابا تنحصر في القاهرة وضواحيها فقط وتعد الأولى من رأس الكنيسة الكاثوليكية، بعد 17 عاما، من زيارة البابا الراحل، يوحنا بولس الثاني إلى مصر في فبراير/ شباط 2000، حين تجول في القاهرة وسيناء (شمال شرق).

وتشمل الزيارة 6 محطات بارزة يخصص يومها الأول للمسؤولين حيث لقاء البابا مع الرئيس المصري، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، وبابا أقباط مصر، تواضروس الثاني، ومسؤولين بالدولة على أن يكون اليوم الثاني كنسيا أبرز ما فيه قداس في استاد تابع للجيش يتسع لـ 30 ألف شخص.

كما يلقي البابا كلمة في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، المنعقد من الخميس شرقي القاهرة.

ولم يتم الإعلان عن مكان إقامة البابا فرنسيس خلال زيارته لمصر.

واختير الأرجنتيني «فرنسيس» على رأس الكنيسة الكاثوليكية خلفا لبنديكت السادس عشر، في مارس/آذار 2013، ليصبح أول بابا من الأمريكيتين على رأس الكنيسة الكاثوليكية بخلاف نظرائه السابقين ذوي الأصول الأوروبية.

ورغم التهديدات الأمنية التي تحدق بزيارة البابا، سيستخدم في تنقلاته سيارة عادية خلال 27 ساعة سيقضيها في القاهرة محافظا على عادته في تجنب السيارات الفارهة المدرعة كي يبقى قريبا من الناس.

ومنعت السلطات حركة السيارات قرب سفارة الفاتيكان في القاهرة ومواقع أخرى وطوقتها ولم تسمح للمشاة بالتحرك في هذه المناطق.

وأبرز محاور زيارة البابا وفق البيانات والتصريحات الرسمية كالتالي:

**شعار الزيارة.. مصر والسلام والوحدة الوطنية

-عبارة «بابا السلام فى مصر السلام»، باللغتين الإنجليزية والعربية، مع صورة البابا فرنسيس، وحمامة السلام والأهرامات المصرية والنيل والصليب والهلال.

- الشعار منتشر في لافتات ضخمة أعلى الجسور وبالميادين الكبرى في القاهرة.

وخلت زيارة البابا هذه المرة من التوجه لسيناء (شمال شرق) التي تشهد حاليا هجمات دامية لمسلحين، لاسيما ضد المقار الأمنية، وذلك بخلاف آخر زيارة لبابا الفاتيكان إلى مصر التي كانت في فبراير/ شباط عام 2000 عندما زار البابا الراحل، «يوحنا بولس الثاني» مصر وتجول وقتها في القاهرة وسيناء.

وقد تطرح قضية مقتل الباحث الإيطالي «جوليو ريجيني» بالقاهرة بدايات العام الماضي، بـ«أقصى قدر من التكتم» في الزيارة، وفق وصف المتحدث باسم الفاتيكان، غريغ بورك، في تصريحات صحفية منتصف الأسبوع المنقضي.

5 مكاسب

وفي حديثين منفصلين، حدد متحدث ديني مسيحي مسؤول عن الزيارة، ومفكر إسلامي مصري 5 مكاسب للفاتيكان ومصر، من رحلة البابا، تتمثل في طمأنة مسيحيي الشرق، وإعادة تفعيل حوار الأديان، وترسيخ دور الفاتيكان في المنطقة، في مقابل التأكيد على استقرار مصر، والمساعدة على تعزيز دورها في الشرق الأوسط.

هناك أمران نظرت لهما الحكومة المصرية من وراء زيارة البابا، هما أنها «رسالة قوية بأن مصر آمنة ومؤشر علي أهمية دورها في استقرار المنطقة»، وفق رئيس الوزراء المصري، «شريف إسماعيل» في تصريحات صحفية مؤخرا.

أما بابا الفاتيكان «فرنسيس» حدد في كلمة مصورة الثلاثاء الماضي، 3 ملامح تشكل الزيارة أولها «عناق تعزية وتشجيع لجميع مسيحيي الشرق الأوسط»، وثانيها «رسالة أخوة ومصالحة بين جميع أبناء إبراهيم، ‏وبصفة خاصة، مع العالم الإسلامي الذي تحتل مصر فيه مكانة رفيعة»، وثالثها «تشكيل إسهام مفيد في حوار الأديان مع العالم الإسلامي».

من منظور التحليل لا يختلف كثيرا كمال حبيب المفكر المصري، المتخصص في شؤون الإسلام السياسي، عما سبق حيث قال، إن 3 مكاسب هامة سيحصدها البابا من زيارته مصر، هي «طمأنة المسحيين وترسيخ أكثر لدور الفاتيكان بالمنطقة وبداية عودة لحوار الأديان والسلام مع مؤسسة الأزهر».

ومكسبان تسعى لهما القاهرة، وفق المفكر المصري هما «التأكيد على أن مصر مستقرة، لم تؤثر التفجيرات على استقرارها، وثانيا التأكيد على دور مصر المحوري بالمنطقة».

وقريب من هذا الطرح، يحدد الأب «رفيق جريش»، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية المصرية، وعضو اللجنة المنظمة للزيارة، 3 مكاسب من زيارة البابا هي: «إشارة للسلام، وبناء جسور مع الجميع، وشدّ انتباه العالم صوب مصر».

ويعزز الأب «إبراهيم إسحق»، رأس الكنيسة الكاثوليكية المصرية، هذا الرأي في تصريحات متلفزة سابقة، بقوله إن زيارة البابا تؤكد على دور مصر الهام في العالم.

وشهدت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان، توترا لافتا، في عهد البابا السابق «بنديكت» السادس عشر، إثر اقتباس الأخير في محاضرة كان يلقيها، في سبتمبر/ أيلول 2006، لطلبة كلية دينية، في جامعة ألمانية، مقولة لأحد الفلاسفة يربط فيها بين الإسلام والعنف، ما أثار استياء الأزهر، في ذلك الوقت.

وبسبب ذلك التصريح، قرر «محمد سيد طنطاوي»، شيخ الأزهر السابق، تجميد الحوار مع الفاتيكان، عام 2006، لمدة عامين.

وفي عام 2011، عاد «الطيب»، إلى تجميد الحوار، بعد تصريحات لـ«البابا بنديكت»، طالب فيها بحماية المسيحيين في مصر، عقب استهداف تفجير لكنيسة القديسين في الإسكندرية شمالي البلاد.

غير أن الجليد ذاب في نوفمبر/ تشرين ثان 2014، حين التقى «السيسي»، البابا «فرنسيس»، في زيارة هي الأولى من نوعها للرئيس المصري إلى الفاتيكان، بعد وصوله إلى السلطة، في يونيو/ حزيران 2014.

وأكد «السيسي» تطلعه للترحيب بالبابا «فرنسيس» في مصر في ذكرى مرور 70 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين.

وتلت زيارة «السيسي»، بعدها بعام أخرى من شيخ الأزهر لـ«فرنسيس» في مايو/آيار 2016، بحثا خلالها عدة قضايا بينها السلام في العالم ونبذ العنف والإرهاب ووضع المسيحيين في الشرق الأوسط، في إطار النزاعات والتوتر بالمنطقة.

  كلمات مفتاحية

مصر الفاتيكان السيسي الأزهر