انتقد طلاب الجماعة الإسلامية في لبنان، زيارة رئيس وزراء بلادهم «سعد الحريري»، إلى مصر، وذمه لجماعة الإخوان المسلمين، ومدحه للجيش المصري الذي انقلب على أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا.

وفي بيان للمكتب الطلابي للجماعة الإسلامية بلبنان، حصل «الخليج الجديد»، على نسخة منه، وجههوه إلى «الحريري»، قالوا فيه: «عد يا دولة الرئيس إلى رشدك وأهلك، فلقد خلقنا الله أحراراً، ولا يرضى بحكم الانقلابي حرٌّ كريم».

وأضاف البيان: «في الوقت الذي تقبل فيه بريطانيا نتيجة استفتاءٍ جاء لصالح انفصالها عن أوروبا، وتنصاع أمريكا لإرادة الشعب باختيار دونالد ترامب رئيساً لها، ويرفض العالم الحرُّ الديكتاتوريات والحكم الجبري، يأبى رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، الذي تنتهك صلاحيات حكومته بقهر القوة وسطوة السلاح، إلا أن يغرِّد خارج المنطق الإنساني المسؤول، فراح يذمُّ الإخوان المسلمين الذين وصلوا إلى الحكم مثله عبر صناديق الاقتراع، ويغدق المديح على الجيش الذي وضع الحذاء العسكري فوق الدستور ومؤسسات الدولة ومجلسي الشورى والشعب، بانقلابه على الديمقراطية والرئيس المنتخب محمد مرسي في جمهورية مصر العربية».

وتابع: «إنَّ شباب الجماعة الإسلامية وطلابها يذكِّرون دولة الرئيس أنَّه يمثِّل لبنان وشعبه الحرَّ الأبيَّ الذي يعشق الديمقراطية، ويرفض القمع وتدخل العسكر في السياسة، لأنَّ العنف لا يأتي بخير، والتنمية لا تكون إلا في ظلِّ الديمقراطية، والعيش المشترك لا يتحقَّق في ظلِّ العسكرة والانقلاب على الميثاق والدستور، ولأنَّ المديونية العامة والأزمات المعيشية وتعطيل البلد والمؤسسات لم تكن إلا لأنَّ فريقاً من اللبنانيين استقوى بالسلاح، وصادر قرار الدولة وخيار مؤسساتها».

واستطرد البيان: «يهمنا أن نقول لدولة الرئيس، إنَّه يكفينا ما نعانيه من سطوة السلاح والاستقواء به، وأنَّنا نرى في النظام المصري الانقلابي صورة عن النظام الأسدي المجرم، وأنَّنا نرفض الأنظمة القمعية الشمولية»، مشيرين إلى أنَّ «الجيش المصري العظيم خسر شرفه العسكري عندما وجَّه السلاح إلى الشعب الذي أقسم على حمايته، وانقلب على حرية الرأي بالقمع، وأغرق القاهرة في بركان الدم في رابعة وميدان التحرير».

ووصل «الحريري» إلى القاهرة، الثلاثاء الماضي، في أول زيارة لمصر منذ توليه منصبه في نوفمبر/ تشرين ثانٍ الماضي، على رأس وفد وزاري كبير.

والتقى رئيس الوزراء اللبناني، الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بالإضافة إلى كل من شيخ الأزهر «أحمد الطيب» وبابا أقباط مصر «تواضروس الثاني».

وتأتي الزيارة بعد نحو شهر من زيارة الرئيس اللبناني «ميشال عون» للقاهرة في 13 فبراير/ شباط الماضي التقى خلالها نظيره المصري.

وخلال الزيارة، شن «الحريري»، هجوما عنيفا على جماعة الإخوان المسلمين، ففي لقاء مصور بالفيديو مع وكالة «أ ش أ»، أدلى «الحريري» بتصريحات مثيرة حول جماعة الإخوان المسملين، وزعم أن مصر نجحت في وقف مخطط الإخوان لتحويل مصر إلى دولة دينية.

وقال إنه في حال نجحت هذه المحاولات لبررت مساعي (إسرائيل) في الحصول على الاعتراف الدولي بفكرة الدولة اليهودية، حسب قوله.

وزعم أنه في الوقت الحالي لا تستطيع (إسرائيل) أن تجد مبررا لمساعيها للاعتراف بيهودية الدولة بعد انتهاء حكم الإخوان في مصر.