القصة المذهلة لعملية زراعة الوجه التي استمرت 50 ساعة كاملة

الخميس 23 فبراير 2017 04:02 ص

في يونيو/حزيران الماضي، أجرت «مايو كلينيك» أول عملية زرع وجه.

لم يكن الأمر إنجازاً طبياً عظيماً فحسب، وإنما كان للعملة وجه آخر في قصة إنسانية مؤثرة، بطلها رجلان شابان حاولا الانتحار، أحدهما فقد وجهه، والآخر فقد حياته.

بدأت القصة في 2006، عندما قرر «آندي ساندنيس» ذي الواحد وعشرين عاماً أن ينتحر، ووجه طلقة نارية إلى ذقنه، وصحيح أنه لم يمت، إلا إنه فقد وجهه بشكل مريع.

بمجرد أن استقرت حالته حاول الأطباء في مايو كلينيك، أن يصلحوا وجهه بكل ما أمكنهم، لكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً لذقنه المفقود، وأنفه، وأسنانه.

«ساندنس» عاد إلى بيته بوجهه المفقود، حيث حافظ على انشغاله في وظيفته.

لكن في 2012، قررت مايو كلينيك أن تنفذ فكرة زرع الوجه، وكانوا يعلمون أنها عملية معقدة وتنطوي على الكثير من المخاطر.

ولكن، بعد بعض الأبحاث، كان «ساندنيس» ما يزال مقتنعاً أن هذه خطوة صحيحة، وقد أخبر وكالة الأسوشيتد برس: «عندما يبدو شكلك مثلي، ويكون أداؤك مثل أدائي، فإنك تقفز على أي خيط أمل قد يلوح أمامك».

بعد أن حصل الأطباء على الضوء الأخضر، استغرقوا وقتاً طويلاً في الإعدادات، وقد أنفق الأطباء في مايو كلينيك 50 يوم سبت، في مدة ثلاث سنوات، للتدرب على العملية.

في يناير/كانون الثاني 2016، تمت إضافة «ساندنيس» إلى قائمة المتبرعين بالأعضاء، ولم يكن يتوقع أن يستدعى لعدة سنوات قادمة، لكن، بعد خمس شهور فقط، تلقى رسالة بأنهم وجدوا متبرعاً مناسباً. المتبرع كان رجلاً ذا 21 عاماً، اسمه «كالين روس،» وقد أطلق النار على نفسه في الرأس، وكان متبرعاً بالأعضاء.

بعد بعض التردد، وافقت زوجة روس التي كانت حاملاً في ذلك الوقت، على زرع الوجه، وقالت إن السبب هو أن تري طفلها، كيف أن أباه قد ساعد شخصاً.

العملية استغرقت 56 ساعة، وعمل فيها 60 شخصاً، وقد أنفق الفريق يوماً كاملاً يجمعون كل العظام والعضلات والجلد من المتبرع، أما بقية الوقت، فقد قضوه وهم يعيدون بناء وجه «ساندنس»، من عينيه في الأعلى، إلى الأسفل.

وفي أكثر من 32 ساعة، تمكن الفريق من زرع أنف وفم، وأسنان وشفتين، وفك، وذقن على «ساندنس».

لم يسمح لساندنس برؤية انعكاس وجهه في المرآة، قبل مرور ثلاثة أسابيع بعد العملية، وعندما فعل أخيراً، كان فائضاً بالمشاعر.

«ساندنس» قال لوكالة أسوشيتد برس: «عندما تفقد شيئاً كان لديك دائماً، فإنك تعرف معنى أن يكون لديك»، وأضاف: «بمجرد أن تحصل على فرصة ثانية لاسترداده، فإنك لا تنسى ذلك أبداً».

اللحظة التي أدرك «ساندنس» أنه أصبح ذا وجه طبيعي تماماً، كان بعد ثلاث شهور من العملية. لقد كان في المصعد، ونظر إليه ولد صغير دون أن يشعر بالدهشة، وهو الشئ الذي لم يحدث أبداً قبل العملية.

«ساندنس» لم يستعد وجهه فقط، بل إنه استرد أيضاً قدرته على الشم، والتنفس، والأكل، كما كان قبل الجراحة.

أما الآن، فهو يقول إنه يستمتع بإحساس الذوبان وسط الحشود.

  كلمات مفتاحية

زراعة وجه تقنيات طبية

إنجاز طبي.. نجاح أول عملية لزراعة الرئة في لبنان