اسقبال رسمي وشعبي للملك «سلمان» في الدوحة.. وسيف الدولة وخيل عربية هدية

الثلاثاء 6 ديسمبر 2016 04:12 ص

احتشدت جماهير غفيرة على كورنيش الدوحة على مقربة من الديوان الأميري لاستقبال الملك «سلمان بن عبد العزيز آل سعود» الذي وصل إلى قطر ضمن جولة خليجية، قادما من الإمارات العربية المتحدة على أن يتوجه إلى البحرين ثم الكويت في وقت لاحق.

وكان في استقبال الملك السعودي عند وصوله إلى مطار حمد الدولي قادما إليها من إمارة دبي، أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، ورئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ «عبدالله بن ناصر آل ثاني» إلى جانب عدد من المسؤولين والشيوخ، وأجريت له مراسيم استقبال رسمية وشعبية احتفاء بضيف الدولة.

وسجلت وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلا واسعا مع الزيارة حيث كان وسم «#الملك_سلمان_في_الدوحة»، ووسم «#قطر_ترحب_بملك_الحزم » الأكثر تداولا وشارك في التغريد عدد من المدونين والنشطاء القطريين والسعوديين. 

وخصصت الصحف القطرية افتتاحياتها وصفحاتها الأولى لإبراز هذه الزيارة، ونقل تلفزيون قطر الرسمي الزيارة بشكل مباشر من خلال استخدام عدد من التقنيات ومعدات التصوير الحديثة لنقل الصورة بشكل مبهر أول بأول منذ حلقت الطائرة الملكية في أجواء الدوحة، حتى نزول الملك، كما أفرد لها عددا من البرامج الحية واستضاف عدة ضيوف لإبراز عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأهدى أمير قطر العاهل السعودي مجموعة من الخيل العربية الأصيلة حاصلة على العديد من الجوائز العالمية،من أنتاج مربط الشقب.

كما أهداه سيف مؤسس قطر الشيخ «جاسم بن محمد بن ثاني»، ولأول مرة يتم إهداء السيف، وذلك تقديرا وتعبيرا عما يكنه أمير قطر، لخادم الحرمين الشريفين من مشاعر مودة وتأكيدا لمنزلته العالية وتوثيقا لعرى الأخوة بين الشعبين الشقيقين، بحسب وكالة الأنباء القطرية.

ويعتبر سيف المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني أرفع الأوسمة القطرية ويحمله أمير الدولة ويهدى للملوك وأمراء ورؤساء الدول.

وفي بداية الحفل قدم عرض لـ«الترمل» الذي يعد جزءا أصيلا من التراث القطري وهو تقليد أصيل بالخيل والحرب.

ورفعت الأعلام القطرية والسعودية في شوارع الدوحة، كما اكتست المباني والمؤسسات في البلاد بصور العاهل السعودي وأمير قطر.

كما رفعت محامل (سفن تقليدية) أعلام قطر والسعودية وأبحرت في مياه الخليج بموازاة الموكب الرسمي للملك «سلمان».

واشتمل الاستقبال على عروض للخيل والهجن (الجمال)، وأداء فنون تراثية أمام الديوان الأميري القطري، واصطفاف طلاب ومواطنين على كورنيش الدوحة ترحيبا بالملك السعودي.
 

قمة ثنائية

وعقد الشيخ «تميم» والملك «سلمان»، قمة ثنائية وتباحثا عددا من المواضيع المشتركة وعلى رأسها توقيع اتفاقات مشتركة لتعزيز فرص الاستثمار المتبادل بين البلدين.

بدورها قدمت الشيخة «هند بنت حمد آل ثاني» نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، شرحا لخادم الحرمين الشريفين حول إنجازات المؤسسة وإسهاماتها العلمية والبحثية ومسيرتها في خدمة العلوم والبحوث والمجتمعات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، إضافة إلى شرح عن الجامعات والتخصصات التي تتضمنها.

واطلع خادم الحرمين الشريفين على مجسم للمنطقة التعليمية بالدوحة، واستمع إلى شرح عن ما تضمّه المنطقة من مبان جامعية، وسكن للطلاب والطالبات، بالإضافة إلى الخدمات المرافقة.

ووجه أمير قطر بتخصيص قطعة أرض في المدينة التعليمية للمملكة العربية السعودية لإقامة مشروع أكاديمي فيها يسهم في الإثراء المعرفي المتنوع.

ورحب الشيخ «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني»، وزير الخارجية القطري، بزيارة الملك «سلمان» إلى الدوحة في إطار جولته الخليجية.

وقال في تصريح صحفي إن «المملكة العربية السعودية بالنسبة إلينا تمثل العمق الاستراتيجي الخليجي والعربي»،

وأضاف أن «التنسيق القطري السعودي على أعلى المستويات، والرؤى متطابقة في الكثير من القضايا العربية والإقليمية، لا سيما المتعلقة بتعزيز العمل العربي المشترك».

ووصف الشيخ «عبد الله بن ثامر آل ثاني» سفير قطر لدى المملكة العربية السعودية زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى الدوحة بأنها تساهم في «ترسيخ للعلاقات التاريخية والأخوية المتميزة القوية والمتينة بين البلدين الشقيقين».

وقال في تصريح صحفي بالمناسبة إن الزيارة «تفتح آفاقا واسعة للعمل المشترك والتعاون في كافة المجالات، وتؤكد على المزيد من الترابط والتلاحم بين دول مجلس التعاون الخليجي». 

وأشار إلى أن العام الجاري «شهد لقاءات عدة جمعت الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأخيه الملك سلمان، إضافة إلى لقاءاته مع الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع».

وأضاف «أن العلاقات بين دولة قطر والمملكة العربية السعودية بلغت في المرحلة الراهنة مستوى مُتميـزا في جميع المجالات وعلى المستويات كافة السياسية والاقتصادية، ولم تقتصر هذه العلاقات على الجانب الرسمي بين الحكومتين والمسؤولين في البلدين بل تعدتها إلى المستوى الشعبي حيث إن هناك العديد من الفعاليات التي جمعت بين رجال الأعمال في البلدين، إضافة إلى تزايد عدد الزائرين من الأشقاء السعوديين لدولة قطر، حيث أصبحت الدوحة والمدن القطرية الأخرى مقصدا للسياحة السعودية العائلية». 

من جانبه عبر «عبدالله بن عبدالعزيز العيفان» سفير المملكة العربية السعودية في الدوحة عن تفاؤله بنجاح الزيارة وتحقيقها لآمال وتطلعات الشعبين الشقيقين وتعزيز أواصر التعاون بين البلدين خاصة وأنها تأتي في مرحلة حاسمة تمر خلالها المنطقة بالكثير من المخاطر والتحديات.

وأوضح أن «ما سيجري من مباحثات سيكون أيضاً مُنطلقاً هاماً لدعم الجهد الحثيث المبذول لترسيخ أسس أقوى من العمل المشترك في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتكون كفيلة بمواجهة المخاطر والتحديات التي تعيشها المنطقة».

وأكد أن «العلاقات السعودية القطرية شهدت دفعة قوية عبر الزيارة التي قام بها الملك سلمان (عندما كان ولياً للعهد) إلى دولة قطر على رأس وفد المملكة في اجتماعات الدورة الرابعة لمجلس التنسيق السعودي القطري والذي تم في إطاره مناقشة العديد من القضايا والموضوعات التي تهم البلدين والشأن الخليجي عموما بما يحقق أمن ورفاهية الشعبين، وتُوّجت بالتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم». 

ونوه إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية توالت الزيارات المتبادلة عالية المستوى بين البلدين لتعزيز ودعم العلاقات الثنائية وتنسيق المواقف تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية،»

ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين المملكة وقطر بلغ عام 2015م ما قيمته حوالي 7 مليارات ريال (أزيد من 2 مليار دولار)، كما تنشط الشركات والاستثمارات بين البلدين حيث تعمل 315 شركة بملكية كاملة للجانب السعودي بالسوق القطري، إضافة إلى 303 شركات مشتركة يعمل فيها رأس المال السعودي والقطري برأس مال مشترك يبلغ 1.252 مليار ريال.

وأضاف «أما على صعيد التعاون والتنسيق الوثيق والمواقف المشتركة للبلدين على الصعيد السياسي، فلعل أبرز ما يمكن الإشارة إليه في هذا الخصوص هو العمل المشترك من قبل البلدين في إطار تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، وتنسيق المواقف في ما يتعلق بالقضية السورية، والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار المنشود في أسواق النفط.

وسجلت العلاقات القطرية السعودية في السنوات الأخيرة تطورا لافتا على ضوء الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين وما نجم عنها من تنسيق المواقف والرؤى حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية وتعزيز التعاون بينهما.

وتعد هذه أول زيارة دولة للعاهل السعودي الذي سبق وأن قام بزيارة لقطر كانت الأولى من نوعها منذ توليه الحكم في 23 يناير/كانون الأول 2015 من أجل تقديم واجب العزاء للقيادة القطرية في وفاة الشيخ «خليفة بن حمد آل ثاني». 

وقابل خلالها كلا من الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» والأمير الوالد، وسبقت تلك الزيارة للملك «سلمان» لقطر، حينما كان وليا للعهد في ديسمبر/كانون الأول 2014، وذلك للمشاركة في القمة الخليجية التي استضافتها الدوحة آنذاك.

ووصل العاهل السعودي الدوحة الإثنين، في زيارة تدوم يومين، وذلك ضمن جولة خليجية بدأها بزيارة الإمارات ويختتمها بزيارة الكويت بعد البحرين.

وسيشارك الملك السعودي خلال جولته الخليجية، في الدورة 37 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي ستنعقد في البحرين، على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء.

ولم يعلن موعد نهاية الجولة، التي تعد أول جولة خليجية للملك «سلمان»، منذ توليه الحكم في 23 يناير/كانون ثان 2015، كما أنها تعد أول زيارة رسمية له للدول الخليجية الأربعة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

قطر الملك سلمان الدوحة زيارة الملك سلمان لقطر استقبال شعبي خيل عربية مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع