إشارات التقارب في العلاقات التركية الإيرانية

الجمعة 14 أكتوبر 2016 01:10 ص

 يرصد مقال تحليل للكاتب «سعيد جفاري» في صحيفة «المونيتور» تجذر التوتر بين إيران وتركيا في السنوات الأخيرة، والذي يعزوه إلى الخلافات حول التطورات الإقليمية وليست الخلافات الثنائية. يرى الكاتب إذا استعرضنا العلاقات بين البلدين خلال العقدين الماضيين، يمكن للمرء أن يرى أن اختلاف السياسة تجاه القضايا الإقليمية كان تقريبا المصدر الوحيد للصراع. الآن، ومع ذلك، وبعد أكثر من خمس سنوات على بداية الأزمة في سوريا، تشير الأدلة إلى بروز انخفاض في مستوى الخلافات الإيرانية التركية في أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب.

وفقا للمقال، ومع كون تنحي الرئيس السوري «بشار الأسد» كان أحد المطالب الرئيسية لأنقرة، فإن قبول تركيا الضمني ببقاء «الأسد» في السلطة جاء في الأصل بثمن مرتفع لأنقرة، ولكن أنقرة حاولت أنقرة تدريجيا تكييف نفسها مع الحقائق الجديدة.

تكثفت عملية التغيير في السياسة الخارجية لتركيا في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/ تموز. يرصد الكاتب أنه قبل أسبوع واحد من الانقلاب، في أواخر يونيو/حزيران، اعتذرت تركيا رسميا لروسيا بشأن إسقاط طائرة روسية. وفي أغسطس/آب، وفي أول رحلة له إلى الخارج منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، زار الرئيس «رجب طيب أردوغان» سان بطرسبرج، حيث ناقش القضايا الثنائية والإقليمية مع نظيره الروسي «فلاديمير بوتين». ومنذ ذلك الحين، كانت هناك شائعات عن تغيير محتمل في النهج الاستراتيجي لتركيا تجاه سوريا.

ويرصد الكاتب أيضا أنه، قبل الانقلاب الفاشل، كان وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» قد اضطر لإلغاء زيارته لتركيا مرتين. في المقابل، خلال زيارته إلى تركيا في أغسطس/آب، فإنه لم يلتق فقط مع نظيره التركي ولكن مع «أردوغان» أيضا. وأدى صلاة الجمعة إلى جوار الرئيس التركي.

جاءت زيارة «ظريف» بعد اعتماد «إيران» موقفا داعما لـ«أردوغان» ضد الانقلاب مما ساعد في تحسين العلاقات مع تركيا. وفقا للمقال، فإنه على الرغم من الخلافات الجدية بين الجارتين على سوريا، فقد استمرت العلاقات الثنائية بين البلدين في التحسن. بعد زيارته لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قام «ظريف» يوم 28 سبتمبر/أيلول بتوقف غير متوقع في أنقرة لبضع ساعات في طريق عودته إلى طهران.

وتنقل المونيتور عن مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية بشرط عدم الكشف عن هويته، قوله: «من الطبيعي أن تركيا لن تقوم بالتعليق رسميا على تغيير موقفها بشأن سوريا. نحن لا نتوقع منهم أن يغيروا موقفهم بسرعة. ومع ذلك، يمكننا أن نرى تغييرا في الطريق على حد سواء في الممارسة وفي المناقشات الثنائية. نحن لسنا في عجلة من أمرنا، لأننا نعلم أن هذه العملية تستغرق وقتا».

ويرى الكاتب أن السؤال هو ما إذا كانت إيران وتركيا يمكنهما حقا التغلب حقا على خلافاتهم بشأن سوريا. وقال الدبلوماسي الإيراني السابق «نصرة الله طاجيك»: «لعبة تركيا في سوريا، سواء كان ذلك في حلب، أو جرابلس أو مناطق أخرى، يمكن أن تكون خطيرة جدا وتزيد الطين بلة، حيث إنهم يقاتلون ضد كل من الأكراد والدولة الإسلامية بينما هم هي في نفس الوقت يقومون بمساعدة جماعات المعارضة المسلحة الأخرى في سوريا». بعد الانقلاب الفاشل وزيارة «أردوغان» إلى روسيا، كان الرأي العام يرى أن أنقرة تغير استراتيجيتها تجاه سوريا.

ويرى الكاتب أن الجغرافيا السياسية للمنطقة تدفع إيران وتركيا إلى السعي لعلاقات أفضل مع بعضهما البعض. كما أن محاولة الانقلاب كشفت أن إيران كانت أول دولة تدين أعمال الانقلابيين. وأدى قرار إيران بالوقوف مع «أردوغان» إلى أن تدرك تركيا أن طهران هي الصديق الأكثر موثوقية في المنطقة، وفقا للكاتب.

هذه هي النسخة الرسمية من القصة، ولا يعرف الكثير عن الاتفاقات المبرمة وراء الكواليس. يرى الكاتب أن زيارة «ظريف» كانت مهمة لسبب آخر هو أن ولي عهد السعودية، «محمد بن نايف»، زار تركيا في اليوم التالي. وكان هذا تمشيا مع توجه كبار المسؤولين السعوديين، وخاصة وزير الخارجية «عادل الجبير»، الذي اعتاد القيام بزيارة أي مكان  قد زاره «ظريف» مؤخرا. وكان آخر مثال على هذا رحلة «الجبير» لأفريقيا على الفور بعد جولة ظريف للقارة.

يخلص الكاتب إلى أن السؤال الرئيسي هو إلى جانب من ستقف تركيا عندما يتعلق الأمر بالخطوات القادمة بشأن سوريا. وقال مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية بشرط عدم الكشف عن هويته: «هذه الزيارات المتتالية الأخيرة من قبل المسؤولين الإيرانيين والأتراك هي علامات محتملة لتطور جديد في العلاقات بين إيران وتركيا. وهذا التطور يمكن أن يغير مجرى الأحداث في المنطقة ويدفع السعودية نحو العزلة الاستراتيجية. وهذا مشابه للتطورات في العلاقات السعودية الأمريكية، التي تشعر بالقلق وتغضب الحكومة السعودية وقد وضعتهم هذه الحالة في معارك على جميع الجبهات».

المصدر | المونيتور

  كلمات مفتاحية

تركيا إيران السعودية أردوغان ظريف