كواليس إنهاء أزمة السفارة.. اتصال «كوشنر» بملك الأردن مفتاح الحل

الثلاثاء 25 يوليو 2017 09:07 ص

كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية جانباً من كواليس حل أزمة حادث السفارة «الإسرائيلية» بالأردن؛ وكيف لعب  اليهودي «جاريد كوشنر» مستشار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» وزوج ابنته الدور الأكبر في إنهاء الأزمة.

وقالت الصحيفة، في تقرير حصري لها ترجمه «الخليج الجديد»، إن رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» ومستشاروه وكبار مسؤولي وزارة الخارجية، أثناء اجتماع مجلس الوزراء الأمني، في ليلة الحادث، الأحد الماضي، أدركوا أن الأزمة الناجمة عن إطلاق النار في السفارة «الإسرائيلية» بالأردن تزداد تعقيدًا.

ففي هذه الأثناء، طوقت قوات الأمن الأردنية مجمع السفارة «الإسرائيلية» الموجود في حي الرابية الراقي بعمان، ووردت تقارير بشأن مظاهرات محتملة في الشارع الأردني، كما تأجلت عملية إخلاء الدبلوماسيين «الإسرائيليين»؛ لأن الأردنيين يريدون استجواب حارس الأمن المتورط في الحادث، والذي قتل مواطنين أردنيين، وفي ظل تلك الأجواء بدأ الدبلوماسيون «الإسرائيليون» بالسفارة يشعرون بالتوتر.

من جانبه، تحدث «نتنياهو»، مساء الأحد، مع سفير بلاده لدى الأردن، «إيلات شلين» وحارس الأمن المتورط في الحادث للحصول على انطباع شخصي عن الأوضاع، ووعد الأخير بأنه سيعود إلى «إسرائيل»، مضيفًا أن بلاده لديها «خبرة سابقة» في هذا الأمر.

وكان «نتنياهو» يشير إلى إنقاذ الدبلوماسيين وموظفي الأمن في السفارة «الإسرائيلية» بالقاهرة في العام 2011؛ والذي تعرضت لهجوم من متظاهرين إبان أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني.

وقال مسؤولان «إسرائيليان» كبيران طلبا عدم الكشف عن اسميهما إن «نتنياهو» حاول دون جدوى، مساء الأحد، الوصول إلى العاهل الاردني الملك «عبدالله الثاني»، الذي كان متواجداً في ذلك الوقت على الساحل الغربي الأمريكي؛ ليطلب منه التدخل لحل الأزمة.

كما دعا «نتنياهو» السفير «الإسرائيلي» لدى الولايات المتحدة «رون ديرمر»، ووجهه إلى طلب المساعدة من أعلى مستوى في البيت الأبيض.

كما طلب أحد مستشاري «نتنياهو» من السفير الأمريكي لدى «إسرائيل»، «دافيد فريدمان»، تقديم المساعدة.

في تلك الأثناء، تحرك «ديرمر» سريعاً، وطلب من «كوشنر»، والمبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط «جيسون جرينبلات» المساعدة في حل الأزمة.

دور «كوشنر» و«غرينبلات»

وقال مسؤول «إسرائيلي» كبير إن «كوشنر» و«غرينبلات» أبلغا «ترامب» بتطورات الأزمة المتصاعدة في الأردن.

وأوضح المسؤول (الذي لم تذكر هآرتس اسمه) أن «ترامب» أصدر تعليماته لـ«كوشنر» و«غرينبلات» بالتواصل مع الأردنيين، ومنع تصعيد الأزمة.

وتنفيذًا لذلك، اتصل «كوشنر» بمسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الأردنية.

وخلال ليل الأحد/الإثنين، تمكن «كوشنر» من الوصول إلى الملك «عبدالله»، وطلب منه المساعدة في إيجاد حل من شأنه وقف تفاقم الأزمة، والسماح للدبلوماسيين «الإسرائيليين» بمغادرة الأردن.

في الوقت نفسه، أرسل «ترامب» «غرينبلات» إلى المنطقة للمشاركة في حل أزمة السفارة، وكذلك الأزمة المتصاعدة بسبب أحداث القدس.

أيضا، اتصل سفير الولايات المتحدة بالأردن بكبار مسؤولي وزارة الخارجية الأردنية ورؤساء الأجهزة الأمنية في المملكة، وطلب منهم المساعدة في وضع حد سريع للمأزق.

وقال مسؤول «إسرائيلي» كبير: «قررنا التواصل سريعًا من كبار المسؤولين؛ لأننا كنا نفهم أن علينا إنهاء الأزمة في أسرع وقت ممكن».

وأضاف أن «الأمريكيين كانوا مفيدين جدًا، ولعبوا دورًا هامًا في حل أزمة السفارة».

ومساء الأحد الماضي، شهد مبني يستخدم كمقر سكني لموظفي السفارة «الإسرائيلية» في عمان مقتل أردنيين اثنين برصاص حارس أمن بالسفارة إثر تعرضه للطعن بمفك براغي؛ ما أسفر عن إصابته بإصابة طفيفة.

بينما أعلنت مديرية الأمن العام في الأردن، الإثنين، أن تحقيقاتها الأولية بينت أن الحادثة وقعت على خلفية جنائية إثر خلاف بين أردني يعمل نجارًا، والحارس الأمني «الإسرائيلي»؛ بسبب تأخر الأول في تسليم غرفة نوم اشتراها الثاني منه في الموعد المحدد، وتطور الأمر إلى مشادة كلامية، واشتباك بينهما.

واليوم، أعلن «نتنياهو» عودة طاقم السفارة «الإسرائيلية» في الأردن بالكامل إلى «إسرائيل»، وبينهم الحارس الأمني الذي قتل الأردنيين الاثنين، وذلك رغم مطالبات في الشارع الأردني ومن برلمانيين أردنيين لحكومة بلادهم بعدم تسليم الأخير، ومحاكمته على قتله مواطنين.

كانت وزارة الخارجية «الإسرائيلية» أعلنت، في بيان، أن «جل الأمن (الإسرائيلي) يحظى بحصانة من التحقيق والاعتقال حسب وثيقة فيينا»، في إشارة إلى عدم استعداد إسرائيل تسليمه إلى السلطات الأردنية.

وكان الأردن و«إسرائيل» أنهيا في أكتوبر/تشرين الأول عام 1994، 46 عاماً من حالة الحرب بينهما، بتوقيع اتفاقية سلام عرفت إعلامياً باسم «وادي عربة»، تضمنت بنود تعاون اقتصادي وثقافي بين البلدين، وهو ما اعتبرته قوى المعارضة تطبيعاً للعلاقات مع «إسرائيل»، وتدعو منذ حينه إلى رفض الاتفاقية وإلغائها.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الأردن نتنياهو العلاقات الأردنية الإسرائيلية الأردن أحداث السفارة كوشنر غرينبلات

«الشراكة العميقة» سر إغلاق ملف «السفارة الإسرائيلية» بالأردن سريعًا

انسحاب وتوترات بالبرلمان الأردني بشأن حادث السفارة الإسرائيلية

الأردن: لا صفقات أو تفاوض بشأن حادث السفارة الإسرائيلية

الإسرائيلي قاتل الأردنيين لـ«نتنياهو»: شعرت بوقوف دولة كاملة خلفي