«أردوغان»: نساعد الدول الأفريقية لأنهم إخوتنا ولا نطمع بثرواتهم

الأحد 23 يوليو 2017 07:07 ص

كشف الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، أّن البلدان التي تنظر إلى الدول الأفريقية على أنها حديقة خلفية لهم، لن تتمكن من عرقلة تطور وازدهار القارة الأفريقية.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال مأدبة عشاء، في قصر دولمة بهتشه، بمدينة إسطنبول، على هامش مؤتمر دولي بعنوان «الصحة في أفريقيا».

وأكد «أردوغان» أن بلاده كانت وستظل صديقة لشعوب القارة الأفريقية التي عانت كثيرا من استعمار بعض الدول الغربية.

 وأوضح أن المساعدات التركية المقدمة لتلك الدول ناتجة عن إيمان أنقرة بمبدأ الأخوة وليس طمعا بثروات تلك الدول.

وأشار إلى أن تركيا ستبقى إلى جانب شعوب القارة الأفريقية وستستمر في الدفاع عن حقوقهم في كافة المحافل الدولية.

وأضاف أن أنقرة لا تسعى إلى استغلال ثروات الدول الأفريقية، بل تعتبر نفسها صديقة لهذه الدول وقت الضيق.

وتابع «نرى اليوم حجم المأساة والدمار الذي خلفته تلك الدول التي تحاول إعطائنا دروسا في الديمقراطية والحرية، فتلك الدول بنت حضارتها عبر استغلال ثروات وجهود الدول الأفريقية، ونحن في تركيا سنستمر في فضح جرائمهم وانتهاكاتهم بحق القارة الأفريقية».

وأكد أن تركيا لم بترم ظهرها إلى القارة الأفريقية، وأن السنوات الـ 12 الأخيرة شهدت تطورا كبيرا في العلاقات الثنائية التي تربط بين أنقرة والعديد من العواصم الأفريقية.

 وأشار إلى أن العلاقات التركية مع دول القارة الأفريقية شهدت ازدهارا كبيرا في عهد حكومات حزب العدالة والتنمية، لافتا أن بلاده أطلقت في عام 2005 حملة الانفتاح على القارة الأفريقية، وزادت عدد سفاراتها في دولها.

وأردف «قبل 10 أعوام كان عدد السفارات التركية في القارة الأفريقية 12، وقمنا برفع هذا العدد إلى 39، كما وصل عدد سفارات الدول الأفريقية في تركيا إلى 33 سفارة، والخطوط الجوية التركية تحلق إلى 51 نقطة مختلفة في 32 دولة أفريقية».

        التبادل التجاري

وأوضح «أردوغان» أن حجم التبادل التجاري بين أنقرة والعواصم الأفريقية كانت بحدود 7 مليار دولار في عام 2005، وأن هذا الرقم ارتفع إلى 17 مليار دولار مع نهاية عام 2016.

وأضاف أن التطور الكبير الذي طرأ على علاقات تركيا مع دول القارة الأفريقية خلال السنوات الأخيرة، يؤكد على حرص بلاده على بناء تعاون طويل الأمد مع أفريقيا، على أساس المساواة، والربح والاحترام المتبادلين، ويشير إلى نظرة تركيا الأخوية تجاه شعوب القارة الأفريقية.

واستطرد «أردوغان»، «عندما كنت في منصب رئاسة الوزراء، زرت الصومال في وقت لم يكن أحداً من المسؤولين يتذكر وجود هذا البلد، وعندها قمنا بتغيير نظرة العالم إلى الصومال، وأسسنا حينها هناك أكبر سفارة لنا في العالم».

وشدد على أن أفريقيا هي القارة الأكثر ديناميكية وثراء اقتصاديا وتجاريا وبشريا، ولا يمكن لأي قوة أن تمنع تفعيل تلك الإمكانيات، وأن تركيا لا تنظر إلى أفريقيا على أنها قارة بكر، ولا تسعى لاستغلال مواردها.

وفيما يخص الخدمات والمساعدات التركية المقدمة إلى الصومال، قال «أردوغان»: «قامت إحدى الشركات التركية بإنشاء مطار مقديشو، وساهم هذا المطار في تحقيق الدولة الصومالية دخلا كبيراً، كما قمنا ببناء مستشفى كبير هناك، ونقوم بتعليم الطلاب الصوماليين في بلادنا ونعيدهم بعد ذلك إلى بلادهم كي يشاركوا في نهضتها».

وأكد أن تركيا تقدم المساعدات الإنسانية للدول الفقيرة والأقل نمواً، انطلاقا من مبدأ أداء الواجب الإنساني والأخلاقي والديني، مشيرا أن بلاده ساهمت بمساعدات عينية ونقدية تقدّر بـ 5 مليون دولار للقضاء على وباء «إيبولا» الذي أودى بحياة 12 ألف شخص في المناطق الغربية للقارة الأفريقية.

وكشف أّن بلاده مدت يد العون للشعب الصومالي عندما كان يعاني من الجفاف والجوع عام 2011، وأن تركيا تمنح آلاف المقاعد للطلاب الأفارقة في جامعاتها سنويا.

يذكر أن «أردوغان» أجرى  أكثر من 30 زيارة رسمية إلى 23 دولة أفريقية خلال السنوات العشرة الماضية، وأن هذه الزيارات ساهمت في تعزيز وتطوير علاقات الجانبين في العديد من المجالات.

وجاءت جولة الرئيس التركي خلال الفترة من 22 إلى 26 يناير/كانون الثاني الماضي تأكيدا على سياسة تركيا في الانفتاح على القارة الإفريقية والتي بدأت عام 1998.

واكتسبت زخمًا مع إعلان الاتحاد الأفريقي تركيا شريكًا استراتيجيًّا عام 2008، إلى جانب عقد قمة التعاون التركي الأفريقي في العام نفسه بمدينة إسطنبول، لتدخل تركيا عام 2013 كلاعب أساسي في سياسة الشراكة الإفريقية.

وساعدت سياسة الانفتاح التركية على إفريقيا، المبنية على مبدأ «الشراكة المتساوية والمصلحة المتبادلة»، على تحقيق تقدم سريع في الكثير من المجالات، ومنها حجم التجارة وآليات الحوار السياسي والأنشطة التربوية والاستثمارات الاقتصادية.

وتعد تركيا ثالث دولة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للقارة السمراء بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث تجاوز حجم المساعدات التركية 800 مليون دولار منذ عام 2012

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

تركيا القارة الأفريقية الصومال المحافل الدولية