صورة مهينة لـ«السيسي» واقفا بين موظفي «ترامب» تثير غضب وسخرية المصريين

الثلاثاء 4 أبريل 2017 04:04 ص

أثارت صورة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، خلال جلوسه على مكتبه، ووقوف الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، بجواره مع الوفد المرافق له في واشنطن، غضب وسخرية سياسيين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

الصورة التي أثارت حفيظة النشطاء، نشرها «ترامب» على حسابه بموقع «تويتر»، وظهر فيها جالسا على مكتبه بالبيت الأبيض، بينما وقف «السيسي» والوفد المرافق له، بجانب موظفي إدارة «ترامب»، حول المكتب.

وتساءل نشطاء عن مخالفة هذه الصورة للبروتوكولات الدبلوماسية، حيث من المفترض أن يظهر الرؤساء في نفس المستوى من الصورة، في حين ظهر «السيسي» وفريقه واقفين بنفس مستوى موظفي «ترامب»، بينما كان الأخير جالسا.

المفكر الموريتاني «محمد مختار الشنقيطي»، غرد قائلا: «السفاح السيسي يقوم بدور أبي رغالة لصالح أميركا.. وأميركا تستخدمه وتحتقره».

أما الكاتب القطري «عبد الله العذبة»، فنشر الصورة، وعلق عليها بالقول: «الجنرال السيسي يتقدم بطلب وظيفة في البيت الأبيض.. سحيح!».

بينما علق الناشط «عمر عبد الهادي»، على الصورة، بالقول: «فضيحة: صورة أنهت أسطورة الجيش والرئيس العسكري.. ترامب بيوقف السيسي وراه مع موظفين مكتبه ويصورهم وهو قاعد في وسطهم.. أي إهانة هذه يا قزم».

بينما تساءل المؤرخ المصري «محمد سيف الدولة»، في منشور له على «فيسبوك»: «كيف يقبل السيسى أن يعامله ترامب كأحد موظفيه أو كواحد من حاشيته، يرصه مع جموع الواقفين حوله، وينفرد هو بالجلوس، في إهانة لا أظن أن أي رئيس أو مسؤول أجنبى تعرض لها أو سمح بها من قبل؟».

وأضاف: «ستظل هذه الصورة المهينة والجارحة محفورة في ذاكرة الجميع، وستتحول إلى رمزا فجاً وكريهاً للتبعية المصرية للولايات المتحدة الأمريكية».

وتابع: «المشهد في هذه الصورة الوقحة التي نشرها ترامب على حسابه، فاقت كل أنواع وأشكال ومظاهر التبعية والإذلال التي عرفناها منذ مبارك والسادات».

وقارن الأكاديمي «محمود رفعت»، بين صورة «ترامب» و«السيسي»، وأخرى للملك «فاروق» كان فيها جالسا وحوله عدد من أمراء السعودية وقوف، وعلق قائلا: «الفرق بين صورتين لحكام مصر.. الأولى جالس وحوله حكام، والثانية السيسي واقف كموظف ليس الزمن كما يظن البعض.. بل هي عبرة أن حكم العسكر يحطم البلاد».

وغرد الناشط «أحمد البقري»، معلقا على الصورة: «إهانة مصر في صورة واضحة جدا يقف فيها السيسي مع موظفي البيت الابيض خلف ترمب الجالس.. هذه قيمة مصر عندما يحكمها انقلابي للأسف».

أما الناشط «محمد أبو الفضل»، فعلق على الصورة بالقول: «ترامب قاعد على المكتب والسيسي واقف وراه مع موظفي البيت الأبيض وكأن ترامب يقول لنا إن السيسي موظف عنده».

وأضاف الصحفي «محسن اليزيدي»: «ليش تكسفنا يا ترامب أمام العالم.. مالقيت كرسي يقعد عليه السيسي رئيس أكبر دولة عربية.. والله ظنيتك تتصور مع موظفين البيت الأبيض!».

وتابعت «شرين سري»: «هذه الصورة تمثل مزيد من الذل والخنوع والقتل بالإنابة.. هو ده بقي العهد الجديد بتاع السيسي؟».

السبق لـ«العبادي»

نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، كشفوا أن رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، كان قد سبق «السيسي» بالتقاط ذات الصورة، حيث ظهر «ترامب» جالسا على مكتبه، وخلفه وقوفا «العبادي»، و«إبراهيم الجعفري» وزير الخارجية العراقي، والوفد العراقي الذي زار البيت الابيض في مارس/ آذار الماضي.

وعلي الناشط «أحمد طرفاية»، على الصورتين مقتبسا كلمة للفنان المصري «عادل إمام» في أحد مسرحياته، حين قال: «متعودة.. دايما».

وأضافت «فاطمة توفيق»: «سبق العبادي السيسي في المهانة!».

بينما علق «حاكم المطيري» رئيس حزب «الأمة» الكويتي، حينما وضع الصورتين، وقال: «حقيقة الأنظمة الوظيفية!.. السيسي والعبادي والجعفري يقدمون فروض الطاعة لقيصر الروم وقوفا وهو جالس!».

والإثنين، استقبل «ترامب» نظيره المصري «السيسي»، واعتبره «يقوم بعمل رائع وسط ظروف صعبة».

وأضاف خلال استقباله نظيره المصري الذي يزور البيت الأبيض للمرة الأولى منذ انتخابه رئيسا: «نحن نقف بكل وضوح وراء الرئيس السيسي (…) ونقف بشكل واضح أيضا وراء مصر والشعب المصري».

جاء ذلك، تزامنا مع تظاهر عشرات الناشطين والحقوقيين في واشنطن، احتجاجا على زيارة «السيسي» إلى الولايات المتحدة والتي بدأها الأحد.

ورفع المحتجون شعارات تطالب الإدارة الأمريكية بإعادة دراسة موقفها حيال انتهاكات النظام المصري لحقوق الإنسان، كما طالبوا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.

وزيارة «السيسي» لواشنطن هي الأولى له منذ تولي «ترامب»، والأولى لرئيس مصري منذ قرابة عشر سنوات، غير أنه ليس اللقاء الأول بين «ترامب» و«السيسي» حيث التقيا في سبتمبر/ أيلول الماضي خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وكان الأول حينها مرشحا للرئاسة الأمريكية.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، عن البيت الأبيض قوله إنه «لن يسمح لقضايا حقوق الإنسان أن تتحول إلى نقطة نزاع هامة مع مصر، وهو تحول كبير بعيدا عن السياسات التي اتبعها الرؤساء السابقون من كلا الحزبين».

ومنذ توقيع مصر معاهدة السلام مع (إسرائيل) عام 1979، تقدم الولايات المتحدة إلى مصر نحو 1.5 مليار دولار مساعدات سنوية، بينها 1.3 مليار مساعدات عسكرية.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، قالت في تقريرها العالمي الذي يُقيّم أوضاع حقوق الإنسان في العالم خلال عام 2016، إن مصر شهدت ارتفاعاً في القمع في عهد «السيسي»، منتقدة قوات الأمن التي قالت المنظمة إنها «عذبت معتقلين دورياً وأخفت المئات قسرياً، ورفعت وتيرة حملتها الشرسة ضد المجتمع المدني».

وكان «ترامب» دعا «السيسي» لزيارة البيت الأبيض وفرش له السجادة الحمراء يوم الأحد، فيما بدا أنه أحد القادة المفضلين لـ«ترامب» بين قادة العالم، وهو الذي شن أقسى حملة قمع سياسي في تاريخ مصر، بحسب مجلة «بولوتيكو» الأمريكية.

وبينما احتجت الحكومات الغربية على سجن «السيسي» لآلاف المعارضين بتهم سياسية مشكوك فيها، أشاد «ترامب» علنا بقسوة الطاغية المصرية، بحسب وصف المجلة.

وفي مقابلة سابقة مع شبكة «فوكس نيوز» قال «ترامب» إن «السيسي» سيطر على مصر، ويعجب «ترامب» ومستشاروه بالموقف الوحشي لـ«السيسي» ضد الإسلام الراديكالي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر أمريكا السيسي ترامب تويتر فضيحة إهانة