كاتب سعودي يطالب الفلسطينيين بعقد سلام مع (إسرائيل) مؤكدا: قضيتكم لا تشغل العرب

الأربعاء 25 يناير 2017 09:01 ص

هاجم الكاتب السعودي الليبرالي والمقرب من الإمارات، «محمد آل الشيخ»، المقاومة الفلسطينية، زاعما بأن التمسك بالمقاومة لم يعد يجدي في ظل المتغيرات العالمية على الأرض خاصة بعد وصول الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» إلى سدة الحكم.

ودعا في مقال له على صحيفة «الجزيرة» السعودية بعنوان، «ليس أمام الفلسطينيين إلا السلام»، الفلسطينيين إلى ضرورة التوصل لاتفاق سلام مع (إسرائيل)، مشددا على أن القضية الفلسطينية لم تعد القضية الأولى التي تشغل العرب.

وقال «هناك سبعة من عشرة من كبار الداعمين للانتخابات البرلمانية الأمريكية، هم من اليهود، أضف إلى ذلك أن منظمة (إيباك) اليهودية في أمريكا هي أهم لوبي مؤثر في الولايات المتحدة؛ ما يجعل من الكونغرس الأمريكي برلمانا أكثر مراعاة ونصرة لإسرائيل من الكنيست الإسرائيلي نفسه».

وتابع «هذه الحقيقة لا أرى كثيرا من العرب، خاصة الفلسطينيين المتأسلمين في قطاع غزة، يدركونها ويدركون ما تعنيه تبعاتها؛ وهذا يعني أن (إسرائيل) تستمد قوتها ومكانتها العالمية من أمريكا، أقوى قوة على وجه الأرض بشكل شبه مطلق، كما أن علاقة روسيا التي بدأ بعض العرب يعودون للرهان عليها لنصرة قضيتهم تعتبر أن (إسرائيل) خط أحمر، نظرا لنفوذ وتمكّن اليهود فيها، والأمر نفسه ينطبق أيضا على دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا وأستراليا».

وأردف «الأمر الآخر الذي يجب على الفلسطينيين أن يستوعبوه، أن عرب اليوم غير عرب الأمس، وأن القضية الفلسطينية تراجعت مكانتها لدى الإنسان العربي، فلم تعد قضيته الأولى، فهناك حروب أهلية طاحنة حقيقية قي أربع دول عربية، كما أن الحرب على الإرهاب المتأسلم هو الهم الأول الذي يقض مضاجع العرب بلا استثناء، ومن الغباء أن تطلب من الإنسان أن يضحي بقضاياه ومصالحه الوطنية وينصر قضيتك كما ينادي كثير من قومجية عرب الشمال ومتأسلميه».

يذكر أن حركة مقاطعة (إسرائيل) في الخليج أدانت لقاء الأمير السعودي «تركي الفيصل»  بالوزيرة الإسرائيلية السابقة «تسيبي ليفني» في مؤتمر دافوس في سويسرا.

وقالت حركة المقاطعة إن «ما يضاعف قلقنا وامتعاضنا هو أن هذا الخرق السافر لمقاطعة العدو لم يكن الأول من نوعه على يد تركي الفيصل وغيره، فهذا اللقاء يضاف إلى سلسلة من المغازلات التي يقوم بها الأمير مع مسؤولين صهاينة. فقد التقى بالوزيرة ذاتها في يناير/ كانون الثاني 2014، وتبعها مصافحته أمام الكاميرات لوزير الحرب الإسرائيلي السابق وسفاح غزة موشيه يعلون في ميونيخ في فبراير/ شباط 2015 ومن ثم اللقاء الذي جمعه مع يعقوب عميرور مستشار الأمن القومي لرئيس وزراء دولة الاستعمار الاستيطاني والاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو وغيرها من اللقاءات العلنية، فيما يبدو وكأنه مقدمات للتطبيع ومحاولة لفرضه على الشعوب».

ونشرت وزيرة خارجية «إسرائيل» السابقة، «تسيبي ليفني»، عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، صورة تجمعها مع الأمير، «تركي الفيصل»، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، خلال تواجدهما معا في المنتدي الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس بسويسرا.

ورغم الموقف السعودي الرسمي الذي لا يعلن عن أي تواصل مع الجانب الإسرائيلي، لكن على الصعيد غير الرسمي شهدت السنوات الأخيرة لقاءات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين سابقين؛ وصلت إلى حد زيارة «إسرائيل»، وهي أمور لم تكن معهودة في الماضي.

وتعد تحركات وتصريحات الأمير «تركي الفيصل»، و«أنور عشقي»، مستشار مجلس الوزراء السعودي الأسبق، الأبرز في هذا الاتجاه.

ففي يونيو/حزيران الماضي، أجرى الأمير «تركي الفيصل» مناظره مع الجنرال الإسرائيلي (احتياط) «يعقوب أميدرور»، مستشار الأمن القومي السابق لحكومة «بنيامين نتنياهو»، نظمها معهد واشنطن للسياسات الشرق الأدنى، حسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.

وآنذاك، قال الأمير السعودي: «إسرائيل لديها سلام مع العالم العربي، واعتقد أن بإمكاننا مجابهة أي تحدي، ومبادرة السلام العربية المقدمة من السعودية في العام 2002 من وجهة نظري تقدم أفضل معادلة لتأسيس السلام بين إسرائيل والعالم العربي».

وأضاف: «التعاون بين الدول العربية وإسرائيل لمواجهة التحديات مهما كان مصدرها سواء كانت إيران أو أي مصدر آخر ستكون مدعمة بصورة أقوى في ظرف يكون فيه سلام بين الدول العربية وإسرائيل، ولا أستطيع أن أرى أي صعوبات بالأخذ بذلك».

وتابع: «أقول دائما للمشاهدين اليهود أنه وبالعقول العربية والمال اليهودي يمكننا المضي قدما بصورة جيدة، وفكروا ما يمكن تحقيقه في المواضيع العلمية والتكنولوجيا والمسائل الإنسانية والعديد من الأمور الأخرى التي بحاجة إلى النظر إليها».

دعوات وتحركات «الفيصل» المروجة لاتفاقية السلام العربية، والداعية للسلام بين «إسرائيل» والعرب، يشاركه فيها، أيضا، بقوة «أنور عشقي».

لكن المعطيات تقول إن «عشقي» تفوق على سابقه؛ إذ أجرى، في يوليو/تموز الماضي، زيارة إلى «إسرائيل» بصحبة وفد من رجال الأعمال والأكاديميين السعوديين، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية «الإسرائيلية»، وهي الزيارة التي وصفت بأنها «غير مسبوقة»، وربما تسجل باسم الرجل في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية.

وقال المتحدث باسم الخارجية «الإسرائيلية»، آنذاك، أن «عشقي»التقى «دوري غولد»، المسؤول في وزارة الخارجية في فندق الملك داوود بالقدس، و«يوآف موردخاي» القائد العسكري المسؤول عن العمليات في الضفة الغربية وغزة، وأعضاء في الكنيست عن احزاب المعارضة.

وقالت صحيفة «هآريتس» العبرية، في حينها، إن زيارة «عشقي» إلى «إسرائيل»، رغم كونها غير رسمية، ما كانت لتتم على الأرجح لو لم تكن هناك موافقة عليها من قبل الحكومة السعودية.

وكانت تقارير وتسريبات سابقة قد تحدثت عن محادثات سرية بين «إسرائيل» وعدد من الدول العربية التي ترى في «إسرائيل» حليفا محتملا في مواجهة الخطر الذي تمثله إيران والأطراف المتحالفة معها في المنطقة.

وكان «عشقي» و«جولد» شاركا في العام 2015 في جلسة لمجلس العلاقات الخارجية الامريكي في العاصمة الامريكية واشنطن، والتقيا على هامش جلسات المجلس، وناقشا «الفرص والتحديات التي تواجه منطقة الشرق الاوسط" كما جاء على موقع المجلس على شبكة الإنترنت.

 وتناولت كلمتا «عشقي» و«جولد» الخطر الذي تمثله إيران على أمن بلديهما، وأشارا إلى أنهما عقدا جلسات حوار سرية على مدار أكثر من عام، وأنهما قررا الآن الخروج إلى العلن.

وفي مقابلة مع قناة «آي 24» «الإسرائيلية»، في سبتمبر/أيلول 2015، وصف «عشقي» رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، «بنيامين نتنياهو»، بأنه «رجل قوي وواقعي»، داعيا إياه إلى قبول مبادرة السلام العربية، وطلب مناقشتها مع مصدرها، المملكة العربية السعودية.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية المقاومة الفلسطينية إسرائيل دونالد ترامب الكنيست الكونغرس