استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حين يصفق يساريون وقوميون للولي الفقيه!!

الثلاثاء 30 أغسطس 2016 11:08 ص

منذ مطلع التسعينات، مال الإسلاميون الذي برزوا منذ ذلك الحين بوصفهم القوة السياسية الأكثر شعبية في المشهد العربي؛ مالوا إلى إنشاء تحالفات مع عدد من القوى اليسارية والقومية في سياق من التصدي للقضايا التي تهم الشارع العربي، وفي مقدمتها المواجهة مع المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة.

لم تتلبس الإسلاميون الذين كانوا يتسيَّدون الساحة السياسية مشاعر الغرور، بل تواضعوا في التعامل مع تلك القوى رغم إرث بائس في تعاملها هي معهم، كما كان الحال في مصر على سبيل المثال من طرف عبد الناصر، أو كما حدث من قبل عدد من القوى اليسارية التي تحالفت مع الأنظمة ضدهم في عدد من الدول العربية.

كان التصدي للمشروع الأمريكي الصهيوني هو الهمّ الذي يشغل بال الإٍسلاميين أكثر من أي شيء آخر، إلى جانب المطالبة بحرية الشعوب. ولأجل ذلك لم يكونوا يجدون حرجا في أن تقف الجموع الحاشدة التي تأتي تلبية لندائهم في مناسبات شتى كي تستمع إلى قائد يساري لا يملأ أعضاء حزبه حافلتين؛ ورغم التناقض الأيديولوجي معه.

كان همّ الأمة هو الذي يحرك الإسلاميين، وهمُّ الأمة يعني بنظرهم الاستجابة لتطلعات الناس في حرية الداخل والتحرر من التبعية للخارج. وقد استمر هذا التحالف في وضع معقول إلى حد ما حتى اندلاع الثورة في سوريا.

في البداية وقف القوميون واليساريون موقفا إيجابيا من الربيع العربي عندما اندلع في تونس، ثم في مصر، وكذلك في اليمن، قبل وقوع خلاف عابر حول ليبيا بسبب التدخل الأجنبي الذي لم يؤيده أكثر الإسلاميين أيضا، وإن تفهموا موقف الشعب الليبي الذي كان برسم السحق على يد طاغية مجنون تتلبسه أسوأ العقد التي يمكن أن تتلبس بشرا على وجه الأرض.

وفي حين كان النظام السوري يهلل ويطبل للربيع العربي أيضا، فيما كان مرشد إيران يصف ما يجري بأنه “صحوة إسلامية”، ما لبث الموقف أن انقلب رأسا على عقب عندما اندلعت الثورة في سوريا.

لم يستشر السوريون أحدا في ثورتهم، بل فاجأوا بها الجميع، وربما لو استشاروا لقال لهم البعض إن عليهم أن يؤجلوا حراكهم بعض الشيء حتى تنضج ظروف الربيع العربي على نحو أفضل، لكن خروجهم إلى الشوارع ورد النظام الدموي عليهم طوال شهور لم يطلقوا خلالها رصاصة واحدة (باعتراف نائب بشار، فاروق الشرع)، لم يترك أمام الإسلاميين، ومعهم كل حر شريف في الدنيا مجالا غير الوقوف بجانبهم.

فالنظام هنا، وأيا تكن مواقفه الخارجية، هو نظام قمعي، وفاسد بامتياز، بل إن فساده المعجون بطائفية يلمسها أهل البلد أكثر من غيرهم قد تجاوز بكثير ما كان عليه الحال أيام والده، وقصة رامي مخلوف (خازن مال العائلة الأسدية كانت معروفة للجميع).

في سوريا انقلب أكثر اليساريين والقوميين على تراثهم ونظرياتهم، وذهبوا يساندون النظام ضد الشعب، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل تجاوزوه نحو الانقلاب على الربيع العربي برمته، ليغدو بحسب مقولاتهم "مؤامرة صهيونية"، و"فوضى أمريكية خلاقة"، و"صفقة بين الإسلام الأمريكي وبين واشنطن والصهيونية"، وكانوا يحتفلون في هذا السياق بكل كلمة تصدر من هنا أو هناك لكي يبرروا بؤس مواقفهم.

ولا تسأل عن وقوفهم بجانب من جاؤوا على ظهر دبابة المحتل في العراق، مع أنهم يدركون أن من تصدى للمشروع الأمريكي في العراق ليست إيران التي تواطأت مع الغزو، وقبله غزو أفغانستان، بل القوى الإسلامية (السنية) التي تُتهم الآن بالتآمر على المقاومة والممانعة.

وحتى حين سيطر أدوات إيران بقوة السلاح على اليمن، وسرقوا ثورة الشعب بالتعاون مع الطاغية المخلوع، لم يغير أولئك القوم مواقفهم، ولا يُعرف كيف يكون المرء قوميا، وهو يؤيد من تبجحوا بالسيطرة على أربع عواصم عربية، كما لا يُعرف كيف يؤيد يساري خطابا دينيا، يرى الكون من خرم قناعاته التي ينتمي بعضها إلى الأساطير، بينما يتخذ مواقف بائسة من الأيديولوجيا الدينية للغالبية في الأمة؟!

إنها فضيحة قوم أكلتهم الأحقاد الحزبية والأيديولوجية، في مقابل الإسلاميين الذين انحازوا كما هو حالهم دائما لخيارات الشعوب، ومن يقف إلى جانب خيارات الشعوب هو الذي يربح في نهاية المطاف، مع أن للإسلاميين معيارا آخر يتعلق بالآخرة، وليس بالدنيا فقط.

هكذا انحاز أكثر الإسلاميين لحرية الشعوب، فيما اختار من ذكرنا الوقوف ضدها، ووقفوا في مربع “الولي الفقيه”، وصفقوا لنصر الله الذي يقاتل السوريين، ولا يتورع عن القول إن خامنئي هو "ولي أمره"، بل "ولي أمر المسلمين" جميعا. فأية فضيحة أكبر من ذلك؟!

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

سوريا يساريون قوميون الولي الفقيه الإسلاميون المشروع الصهيوني الأمريكي مصر نظام بشار الشعب السوري الربيع العربي